وأيضا فإنّا إذا ضعّفنا الألف مرارا لا نهاية لها والألفين مرارا لا نهاية لها حدثت جملتان (١) إحداهما أزيد من الأخرى مع عدم تناهيهما ، فلم لا يجوز أن يكون الجملتان الحادثة إحداهما من زمان الطوفان إلى الأزل والأخرى من زماننا إلى الأزل متفاوتتين وإن كانتا غير متناهيتين.
[إيراد على حدوث السكون]
قال :
سلّمنا لكن لا نسلّم ثبوت السكون ، ولا نسلّم امتناع عدم القديم لجواز توقّفه على شرط عدميّ أزليّ فيجوز زواله لزوال شرطه.
أقول :
لمّا فرغ من الاعتراض على حدوث الحركة شرع في الاعتراض على حدوث السكون وقال : لا نسلّم أنّ السكون أمر ثبوتيّ ، وتقرير هذا السؤال : أنّ المستدلّ قال : لو كان السكون أزليّا لما جاز عدمه ، أورد المعترض المنع هاهنا ومنع من استحالة عدم القديم مطلقا لأنّ (٢) الأزلي على قسمين : عدميّ وثبوتيّ ؛ فالأزلي العدميّ يجوز زواله وإلّا لما صحّ حدوث العالم ، فعلى هذا التقدير توجّه اعتراض المعترض بأنّه يجوز أن يكون السكون عدميّا ويكون أزليّا ولا يلزم من ذلك امتناع عدمه.
__________________
(١) في «د» : (حدثت الجملتان) ، وفي «ب» «ج» : (حدث الجملتان).
(٢) في «ف» : (فإنّ).