ثمّ بعد تسليم (١) أنّ السكون أمر ثبوتيّ وجّه الاعتراض من طريق آخر وقال :
سلّمنا أنّ السكون ثبوتيّ ولكن لا نسلّم أنّ القديم الثبوتي مطلقا يمتنع عدمه ، وذلك لأنّ القديم الثبوتي على قسمين مطلق ومشروط ، فالمطلق يمتنع عدمه والمشروط على قسمين : مشروط بشرط ثبوتيّ فهذا أيضا يمتنع عدمه ، ومشروط بشرط عدميّ ، وهذا يجوز عدمه لعدم شرطه العدميّ الأزليّ ، فلم لا يجوز أن يكون السكون وإن كان ثبوتيّا مشروطا بشرط عدميّ أزليّ فيجوز زوال الشرط فيجوز زوال السكون.
[شبهات خمس]
قال :
ويعارض (٢) بأنّ العلّة التامّة إن كانت قديمة فهو قديم وإلّا ترجّح الممكن بذاته ، وإن كانت حادثة تسلسل.
أقول :
لمّا فرغ من المناقضة في المقدّمات شرع في المعارضة للمطلوب ، وقد عارض هاهنا (٣) بخمس شبه :
الشبهة الأولى : وهي أقواها أنّ العلّة التامّة المستجمعة لجميع جهات المؤثّرية لا تخلو إمّا أن تكون قديمة أو حادثة ، فإن كان الأوّل لزم قدم العالم لأنّ عند وجود
__________________
(١) في «س» : (تسليمه).
(٢) في «أ» «ج» «س» «ف» : (معارض).
(٣) في «ر» «ج» : (هنا).