وأنّها (١) يستحيل انفكاكها عن الصورة لزم قدم الصورة أيضا ، ويلزم من ذلك قدم الجسم.
قال :
ولأنّه بعد عدمه بعديّة (٢) زمانيّة ، فلا بدّ من زمان ، فلا بدّ من حركة ، فلا بدّ من جسم.
أقول :
هذه هي الشبهة الرابعة ، وتقريرها : أنّ العالم لو كان محدثا لكان وجوده بعد عدمه بعديّة (٣) زمانيّة ، لأنّك ستعلم أنّ أقسام التقدّم خمسة :
أحدها : التقدّم بالزمان ، وخاصيّته أنّه الذي لا يمكن وجود المتقدّم مع المتأخّر ، وإنّما يكون ذلك بأن يكون المتقدّم موجودا في زمان والمتأخّر موجودا في زمان ، وزمان المتقدّم متقدّم على زمان المتأخّر ، فيكون التقدّم والتأخّر (٤) لا حقين للشيء بتوسّط التقدّم والتأخّر (٥) اللاحقين للزمان.
إذا (٦) تقرر هذا فنقول : عدم العالم لو كان متقدّما على وجوده بهذا النوع من التقدّم لزم وجود الزمان حال عدم العالم ، ولا يجوز أن يكون ذلك الزمان محدثا وإلّا لكان عدمه سابقا على وجوده بالزمان فيكون (٧) الزمان موجودا حال ما فرض معدوما ، هذا خلف ، وإذا استحال حدوث الزمان استحال حدوث الحركة
__________________
(١) في «ب» : (وإنّه).
(٢) في «ف» : (فعدية).
(٣) في «ف» : (تعدية).
(٤) في «ف» : (المتقدّم والمتأخّر).
(٥) في «ف» : (المتقدّم والمتأخّر).
(٦) في «ف» : (وإذا).
(٧) في «ج» «د» : (ويكون).