[الأجوبة على الشبهات الخمس]
قال :
والجواب المغايرة ثابتة إذ لا يلزم من تصوّر الجسم تصوّرهما ، سلّمنا لكن لا يضرّ.
أقول :
لمّا فرغ من الاعتراضات شرع في الجواب على الوجه المفصّل فأجاب (١) عن السؤال الأوّل ، وهو منع المغايرة بين الجسم والحركة والسكون بأنّه لا يلزم من تصوّر الجسم تصوّر الحركة ولا تصوّر السكون فيكون الجسم مغايرا لهما بالضرورة.
ولإن سلّمنا عدم المغايرة لكن هذا المنع لا يضرّنا ، لأنّا قد بيّنّا حدوث الحركة والسكون ، فإذا كان الجسم هو نفس الحركة والسكون كان محدثا قطعا ، وهو المطلوب.
قال :
والملازمة ظاهرة لما بيّنّاه.
أقول :
هذا جواب عن منع الملازمة فإنّ السائل سلّم أنّ الجسم مغاير للحركة والسكون ، ومنع ملازمة الجسم لأحدهما ، وهذا المنع فاسد فإنّ الملازمة ظاهرة لأنّ الجسم لا بدّ له من مكان ، وهو لا يخلو إمّا أن يكون لابثا فيه ، أو منتقلا عنه ، والأوّل الساكن ، والثاني المتحرّك ، وقد مضى ذكر هذا.
__________________
(١) في «س» : (وأجاب).