[العرض عند الحكماء والمتكلّمين]
قال :
والعرض هو الذي يحلّ الجسم ولا بقاء له كبقائه ، أو الموجود في موضوع (١).
أقول :
لمّا عرّف الجوهر أخذ يعرّف العرض بحسب مفهوميه عند المتكلّمين والحكماء ؛ أمّا المتكلمون فقد عرّفوه بأنّه ما يوجد في الجسم ولا بقاء له كبقائه (٢).
لا يقال : من الأعراض ما يبقى للذات دائما كسواد الزنجي.
لأنّا نقول : إنّ هذا العرض وإن كان لازما إلّا أنّه لا يبقى كبقاء الذات ، فإنّه إنّما يبقى بالذات وليست الذات إنّما يبقى به ، وهذا التعريف ليس ممّا اصطلح عليه المتكلّمون بأسرهم ، فإنّ منهم من يرى أنّ الإرادة والكراهة لله تعالى عرضان غير قائمين بالجسم وكذلك الفناء عند بعضهم.
وأمّا الحكماء فقد عرفوه بأنّه الموجود في موضوع (٣) أي في محلّ يستغني عنه ويقوّمه.
قال :
وهو مقول على تسعة أجناس عوال.
__________________
(١) في «ف» : (موضع).
(٢) شرح الأصول الخمسة : ٢٣٠ ، قواعد المرام في علم الكلام : ٤٣ ، قواعد العقائد للطوسي : ٤ ، شرح المقاصد ١ : ٧٦ ، لباب العقول : ٣٦ ، وانظر أنوار الملكوت في شرح الياقوت للمصنّف : ١٧.
(٣) في «د» : (الموضوع ، وفي «ف» : (موضع) ، حكاه عن الحكماء الفخر الرازي في كتاب المحصّل : ٢١٦ ، تلخيص المحصل : ١٤٢.