وبهذا البيان تبيّن أنّه لا يجوز أن يكون مقدارا للهيئة القارّة ولا للجسم فوجب أن يكون مقدارا لهيئة غير قارّة.
[الزمان مقدار الحركة الدوريّة]
قال :
وهو الحركة الدوريّة لأنّ بين المستقيمتين سكونا لوجود علّة الوصول عنده في آن ، والمفارقة في آخر ، لاستحالة اجتماع مثلين وبينهما سكون لاستحالة تتالي الآنات.
أقول :
لمّا بيّن أنّ الزمان مقدار لغير القارّة فسّره هاهنا بأنّ ذلك الغير هو الحركة الدوريّة ، واستدلّ على ذلك بدليل مبنيّ على ثلاث مقدّمات :
أحدها : أنّ الزمان ليس له ابتداء ولا انتهاء ، وهذا قد ذكره فيما مضى من شبه الفلاسفة وأجاب (١) عنه بما مرّ.
الثانية : أنّ الأبعاد متناهية ، وهذه سيأتي بيانها.
الثالثة : أنّ بين كلّ حركتين مستقيمتين سواء كانتا على انعطاف أو على (٢) رجوع سكونا ، وهذه المقدّمة ممّا (٣) اختلف فيها الحكيمان ؛ فذهب أفلاطون (٤) إلى
__________________
(١) في «أ» «د» : (فأجاب).
(٢) (على) لم ترد في «ر».
(٣) في «د» زيادة : (قد).
(٤) أفلاطون من فلاسفة اليونان تتلمذ على سقراط ، ودوّن أفكاره الفلسفيّة على شكل محاورات ،