الممكن يستحقّ الوجود من غيره ، ومن حيث هو هو (١) لا يستحقّ الوجود ، والصفة الذاتيّة سابقة على الصفة العرضيّة سبقا ذاتيّا ، فعدم استحقاق الوجود سابق على استحقاق الوجود. وأيضا إذا كان العدم حاصلا في زمان متقدّم على زمان الوجود كان الحدوث زمانيّا.
قال الأوائل : إن عنيتم بسبق العدم على الوجود أحد هذين الاعتبارين (٢) فهو مسلّم ، فإنّ الاعتبار الأوّل لا ينافي القدم ، فإنّ القديم الممكن محدث ذاتيّ والزمان ليس بمحدث بالمعنى الثاني وإلّا لزم أن يكون للزمان زمان ويتسلسل. وإن عنيتم به معنى آخر فاذكروه. والمتكلّمون جوّزوا تقدّم العدم على الوجود تقدّما لا يوجد المتقدّم منه مع المتأخّر من غير زمان كتقدّم الأمس على اليوم.
وبهذا الاعتبار فسّروا سبق العدم على الوجود في الحادث ، وهو مناف للقدم ولا يلزم منه وجود الزمان. وإذا عرفت معنى المحدث (٣) فالقديم ما يقابله وهو الذي لا يسبقه العدم.
[أنواع التقدّم عند الحكماء]
قال :
والسبق بالزمان والذات والعلّيّة والشرف والمرتبة.
أقول :
هذه الخمسة أنواع التقدّم عند الحكماء :
__________________
(١) (هو) لم ترد في «د».
(٢) في «س» : (المشارين) ، وفي نسخة بدل منها كالمثبت.
(٣) في «أ» : (الحادث).