أحدها : السبق بالزمان.
والثاني : السبق بالذات وقد مضى تفسيرهما.
الثالث : السبق بالعلّيّة كسبق حركة اليد على حركة الخاتم ، فإنّك تعقل أنّه لو لا حركة اليد لما تحرّك الخاتم ، فتفرض (١) أولا لليد حركة ، فتقول : حرّكت يدي فتحرك الخاتم ، ولا تقول : تحرّك الخاتم (٢) فتحرّكت يدي من غير أن يكون هناك زمان متقدّم (٣) على زمان المعلول.
لا يقال : إذا كان كلّ واحد من العلّة والمعلول يرتفع بارتفاع صاحبه فلا تقدّم حينئذ.
لأنّا نقول : ليس بحقّ أنّ كلّ واحد منهما يرتفع بارتفاع صاحبه ، فإنّ المعلول يرتفع بارتفاع العلّة ، وليست العلّة ترتفع بارتفاع المعلول بل عند ارتفاع المعلول لا به ، والفرق ظاهر ، والفرق (٤) بين هذا (٥) التقدّم والذي قبله مع الاشتراك بينهما في أنّ المتقدّم مستغن عن المتأخّر والمتأخّر لا يصل إليه الوجود إلّا بعد وصوله إلى العلّة ، وهو مفتقر فيه إليها (٦) أنّ (٧) التقدّم بالعلّيّة (٨) يكون المتقدّم فيها كافيا في وجود المتأخّر بخلاف المتقدّم بالذات ، فإنّ الواحد غير كاف في وجود الاثنين.
__________________
(١) في «ف» : (فتعرض).
(٢) قوله : (ولا تقول : تحرّك الخاتم) سقط من «ف».
(٣) في «س» : (مقدّم).
(٤) لم يرد في «ب» : (والفرق).
(٥) (هذا) لم ترد في «ف».
(٦) في «أ» : (إليه).
(٧) في «ب» «س» : (إذ).
(٨) في «ف» : (بالعلّة).