وبهذا يظهر أنّه يستحيل أن يكون مؤثّرا في وجوده ويستحيل أن يؤثّر في موصوفيّة ماهيّته بوجوده. أمّا أوّلا فلما مرّ ، وأمّا ثانيا فلأنّ الموصوفيّة لو كانت ثبوتيّة لزم التسلسل.
لأنّا نقول : على الأوّل إن عنيتم بحال (١) الوجود زمان الوجود فالمؤثّر مؤثّر في تلك الحال في ذلك الوجود الحالي ، وإن عنيتم بحال الوجود المقارنة الذاتيّة فلا ، فإنّ المؤثّر متقدّم على الأثر بالذات. وعلى الثاني بأنّ المؤثّر يؤثّر في الماهيّة.
قوله : يلزم عند ارتفاعه أن تكون الماهيّة غير ماهيّة ، مغالطة ، لأنّ فرض الماهيّة يجب معه تلك الماهيّة وجوبا لاحقا (٢) ، فإنّ عند فرض تلك الماهيّة يستحيل أن لا (٣) تكون تلك الماهيّة ، بل عند ارتفاع المؤثّر لا يكون هناك ماهيّة ، على أنّ هذين الشكّين لا يسمعان لقدحهما في الامور الضروريّة.
[البرهان الثاني على وجود الصانع]
قال :
ولأنّه ممكن (٤) ـ على ما مرّ ـ فمفتقر (٥) بديهة.
أقول :
هذا هو البرهان الثاني على وجود واجب الوجود تعالى ، وهو أوثق من البرهان
__________________
(١) في «أ» «ب» «ف» : (بحالة).
(٢) في «ف» : (وجودا بالإخفاء).
(٣) (لا) لم ترد في «ف».
(٤) في «أ» : (ولأنّها ممكنة).
(٥) في «أ» «د» : (فمفتقرة).