أنّا (١) نجيب عن هذا بأن (٢) نقول : إنّ (٣) الممكن مفتقر نظرا إلى الذات ، وتحقيق هذا : أنّ قولكم المحكوم عليه بالإمكان إمّا أن يؤخذ (٤) حال الوجود أو حال العدم ، قسمة غير حاصرة ، لأنّ معناه أنّ المحكوم عليه إمّا أن يعتبر مع الوجود أو مع العدم ، و (٥) يبقى هاهنا قسم آخر ، وهو أن لا يعتبر مع أحدهما بل يؤخذ (٦) من حيث هو هو ، ووجوب وجود الموجود حالة الوجود إنّما هو وجوب لاحق حصل مع اعتبار الوجود ، وكذلك وجوب العدم حالة العدم ، وهو لا يؤثّر في الإمكان ، لأنّ هاتين الحالتين هما حال الماهيّة مقيسة إلى الغير.
وأمّا الشكّان الواردان على الإمكان الاستقبالي فضعيفان ؛ أمّا الأوّل فلأنّه لا منافاة بين استحالة حصول (٧) العدم الاستقبالي في الحال وبين حصول إمكانه في الحال ، فإنّه لم يؤخذ الإمكان مقيسا إلى حصول العدم الاستقبالي في الحال بل أخذ مقيسا إلى حصوله في الاستقبال ، وحصول العدم في الاستقبال يستلزم إمكانه في الاستقبال.
وأمّا الثاني فإنّ (٨) العدم واجب في ثاني الحال بالنسبة إلى حصول العدم فيه
__________________
(١) في «س» : (فلا) بدل من : (على أنّا).
(٢) في «س» : (بأنّا).
(٣) في «ب» : (بأنّ).
(٤) في «أ» «س» «ف» : (يوجد).
(٥) الواو ليست في «ج» «ف».
(٦) في «أ» «س» : (يوجد).
(٧) (حصول) لم ترد في «ف».
(٨) في «ب» : (فلأنّ).