في الوجود ، وأيضا فلو (١) حصل العدم لأجل (٢) علّته حال وجود العلّة التامّة في الوجود لم يكن الاستدلال بوجود العلّة التامّة على وجود المعلول صحيحا ، وحينئذ يجوز أن يحصل علّة العدم التامّة من غير حصول العدم فلا تكون علّة للعدم.
[ثبوت واجب الوجود أزلي أبدي]
قال :
وثبوته أزليّ أبدى لأنّه واجب وإلّا لزم التسلسل وهو محال لما بيّنّا أو الدور وهو محال إمّا بالضرورة أو بتقدّم الشيء على نفسه.
أقول :
لمّا أثبت وجود واجب الوجود شرع في بيان كيفيّة وجوده ، فادّعى أنّه أزليّ أبديّ ، والدليل على ذلك أنّه واجب الوجود لأنّه لو كان ممكنا لافتقر إلى مؤثّر ، فمؤثّره إن كان واجبا فهو المطلوب ، وإن كان ممكنا افتقر إلى مؤثّر ، فمؤثّره إن كان هو الأوّل لزم الدور ، وإن كان غيره لزم إمّا (٣) التسلسل أو الانتهاء إلى الواجب ، والثاني هو المطلوب.
والتسلسل والدور باطلان ؛ أمّا التسلسل فلما مرّ ، وأمّا الدور فقد اختلفوا في بطلانه ؛ فذهب المحقّقون إلى أنّه باطل بالضرورة ، وأمّا غيرهم فاستدلّ على ذلك بأنّ العلّة متقدّمة (٤) على المعلول تقدّم العلّية ، فلو كان كلّ واحد من الشيئين علّة في
__________________
(١) في «س» : (لو).
(٢) في «ج» «ر» «ف» زيادة : (وجود).
(٣) (إما) لم ترد في : «س».
(٤) في «ج» «ف» : (تتقدّم).