[الوجود زائد على الماهيّة أم لا]
قال :
وهو غير زائد وإلّا أثّر المعدوم في الموجود أو وجدت الماهيّة مرّات غير متناهية أو تقدّم الشيء على نفسه أو افتقر.
أقول :
اختلف الناس في أنّ الوجود هل هو زائد على الماهيّة أم لا؟ فذهب جمهور الأوائل إلى أنّ الوجود من حيث هو هو مقول بالتشكيك على الوجودات (١) الخاصّة بكلّ (٢) ماهيّة ماهيّة ، بمعنى (٣) أنّها متفاوتة فيه إمّا بالتقدّم والتأخّر كوجود العلّة والمعلول أو بالأولويّة وعدمها كالوجودين المذكورين ، أو بالأشدّيّة والأضعفيّة كوجود الواجب ووجود الممكن.
والمقول على أشياء بالتشكيك يستحيل أن يكون جزءا من تلك الأشياء أو نفسها ، فإنّ نفس الماهيّة وجزئها لا يقبل التفاوت بل يكون أمرا عارضا لها. وأمّا الوجودات الخاصّة بكلّ ماهيّة (٤) فإنّه زائد على تلك الماهيّة إلّا وجود واجب الوجود (٥) الخاص به ، فإنّه عندهم نفس حقيقته (٦) والوجود بالمعنى الأوّل عارض
__________________
(١) في «س» : (الموجودات).
(٢) في «أ» : (كلّ).
(٣) لم ترد في «أ» : (بمعنى).
(٤) في «ب» «ر» زيادة : (ماهيّة).
(٥) في «ف» : (الواجب) ، وفي «ج» : (الواجب الوجود) بدل من : (واجب الوجود).
(٦) في «س» «ف» : (الحقيقة).