قال :
سؤال : لم لا (١) تؤثّر من حيث هي هي كالفرديّة والقبول.
أقول :
تقرير هذا السؤال أن نقول : لم لا يجوز أن يكون الوجود زائدا على الماهيّة ويكون ممكنا والمؤثّر فيه هو الماهيّة؟ قوله : إمّا أن تؤثّر فيه وهي موجودة أو وهي معدومة ، قلنا (٢) : نمنع الحصر ، بل تؤثّر الماهيّة فيه من حيث هي هي لا باعتبار الوجود ولا باعتبار العدم ، كما أنّ ماهيّة الثلاثة تقتضي الفرديّة من حيث هي هي لا باعتبار أنّها موجودة ولا باعتبار أنّها معدومة ، وكذلك سائر لوازم الماهيّات.
وأيضا فإنّ العلّة القابلة (٣) لا تقتضي التقدّم بالوجود على المقبول ، فإنّ ماهيّة الممكن قابلة للوجود لا من حيث هي موجودة و (٤) لا من حيث هي معدومة ، وإلّا لزم ما ذكرتم في العلّة الفاعليّة ، فإذن ماهيّة الممكن إنّما تقبل الوجود من حيث هي هي فلم لا تجوز أن تكون العلّة الفاعليّة كذلك؟ وتندفع المحاذير المذكورة.
قال :
جواب : الضرورة حكمت بوجود الموجود بخلافهما.
أقول :
يريد أن يبيّن وجه الفرق بين العلّة الفاعليّة في الوجود وبين تأثير الماهيّة في لوازمها وقبول الماهيّة للوجود ، ووجه الفرق : أنّ الضرورة قاضية بأنّ العلّة
__________________
(١) (لا) لم ترد في «ف».
(٢) في «س» : (فإنّا).
(٣) في «ر» «ف» : (القابليّة).
(٤) الواو ليست في «ف».