وتمادى بعضهم في هذا المجال إلى (١) أن جعل الذوات المعدومة يصحّ اتّصافها بالصفات المتزايلة وتركّبها بأنواع التراكيب ، وآخرون جعلوا للمعدوم بكونه معدوما صفة زائدة على ذاته (٢) ، وهذا كلّه دخول في الجهالات.
[الأدلّة على أنّ المعدوم ثابت متميز وردّها]
قال :
احتجّ من أثبته بأنّ المعدوم متصوّر متميّز (٣) فثابت.
أقول :
هذه حجّة أبي هاشم وأصحابه على أنّ المعدوم (٤) الممكن ثابت ، وتقريرها أن نقول : المعدوم متصوّر ، وكلّ متصوّر متميّز ، وكلّ متميّز ثابت ، فالمعدوم ثابت. فهاهنا ثلاث مقدّمات :
الاولى : أنّ (٥) المعدوم متصوّر ، وهي ظاهرة ، فإنّا نتصوّر طلوع الشمس غدا من مشرقها ، وهو معدوم الآن.
المقدّمة الثانية : أنّ كلّ متصوّر متميّز ، وهي ظاهرة أيضا ، فإنّ الشيء الذي لا يتميّز عن غيره يستحيل تصوّره وتعلّق العلم به ، فإنّه لا يكون حينئذ إليه (٦)
__________________
(١) (إلى) ليست في «ف».
(٢) انظر كتاب المحصّل : ١٥٧ ـ ١٦٣ ، تلخيص المحصّل : ١٥٧ ، كشف المراد : ٣٠ (طبعة الزنجاني) وفي طبعة الآملي : ٥٧.
(٣) في «ب» «س» : (فمتميّز).
(٤) في «ف» : (المعدم).
(٥) في «د» : (في أنّ).
(٦) (إليه) لم ترد في «د».