قال :
إلّا أنّ الجواب هو أنّه إن لم يحدث أمر لم يتجدّد الفعل ضرورة وإن حدث تسلسل.
أقول :
لمّا اعترض على كلام المتكلّمين أجاب بما هو الحقّ في نفسه ، وتقرير الجواب : أن نقول : لو تأخّر تأثير العلّة الموجبة عن ذاتها لكانت ذاتها غير كافية في الإيجاد (١) وإلّا لزم الترجيح من غير مرجّح ، بل لا بدّ لها من أمر ينضاف إليها يتمّ به فيحصل الأثر ، فنقول : إمّا أن يحصل ذلك الأمر الذي فرضناه متمّما لها في التأثير أو لا ، وعلى التقدير الأوّل يلزم التسلسل ، وعلى التقدير الثاني يلزم أن لا يتجدّد الفعل ضرورة (٢).
[في أحكام القدرة]
قال :
وهي أزليّة ، لأنّها إمّا عين ذاته فظاهر ، وإمّا مغايرة فإمّا واجبة فظاهر أو ممكنة فمفتقرة إمّا إليه بلا شرط أو بشرط قديم فيلزم القدم وإلّا تسلسلت (٣) الشرائط.
أقول :
لمّا فرغ من إثبات أصل القدرة شرع في أحكامها فقال : إنّ كون الله تعالى قادرا أمر أزليّ ، والدليل عليه أنّ هذه الصفة إمّا أن تكون عين (٤) ذات الله تعالى أو
__________________
(١) في «ف» : (الاتّحاد).
(٢) انظر الملخص في أصول الدين للسيّد المرتضى : ٧٣.
(٣) في «ف» : (تسلسل).
(٤) في «أ» «ف» : (غير).