قال :
والتخلّف يدلّ لا الاختلاف (١).
أقول :
هذا جواب الوجه الثالث (٢) ، وتقريره أن نقول : إنّما استدللنا على كون طبيعة الماء مخالفة لطبيعة النار بأنّ طبيعة الماء يصدر عنها البرودة وتتخلّف البرودة عن النار ، وأنّ النار يصدر عنها الحرارة وتتخلّف عن الماء ، فيستدلّ بتخلّف أثر كلّ واحد منهما على مخالفتهما ، ولا يستدلّ بالاختلاف على الاختلاف.
[المذهب الثاني]
قال :
سؤال للنّظام (٣) : فعل القبيح سفه أو حاجة ، وهما محالان عليه (٤).
__________________
(١) في «ف» : (لاختلاف).
(٢) في النسخ : (الثاني) ، والمثبت عن «ب» «ف».
(٣) النظام هو أبو إسحاق إبراهيم بن سيّار بن هاني البصري ابن اخت أبي هذيل العلّاف ، شيخ المعتزلة ، وهو استاذ الجاحظ وأحمد بن الخالط ، كان في أيّام هارون الرشيد وإيّاه عنى أبو نواس بقوله :
قل لمن يدّعي في العلم معرفة |
|
حفظت شيئا وغابت عنك أشياء |
ولقب النظام فيه أقوال منها : لنظمه الخرز وبيعها في سوق البصرة. ومنها : لحسن كلامه بتعبير المعتزلة ، توفي النظام سنة ٢٣١ هجريّة. (راجع تاريخ المعتزلة : ٩٧ لفالح الربيعي)
(٤) حكاه المحقّق في المسلك في أصول الدين : ٨٩ ، والحلبي في تقريب المعارف : ٦١ والمصنّف في أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٨٩ ، وشرح التجريد (تحقيق الزنجاني) : ٣٠٨ وفي طبعة (تحقيق الآملي) : ٣٩٦ ، وفي طبعة (تحقيق السبحاني) : ١٧ وفي النافع يوم الحشر : ٣٦.