قال :
جواب : الجهل لازم للوقوع لا للقدرة ، وهو محال من حيث العلم.
أقول :
تقرير الجواب أن نقول : الله تعالى إذا علم بعدم (١) الشيء ، فوقوعه يكون مستلزما للجهل فيكون محالا لغيره لا لذاته.
وبيان ذلك : أنّ العلم يجب فيه المطابقة ، فإذا وصفت العلم بالعدم وجب أن يكون العدم موضوعا قبل وضع العلم حتّى يتعلّق به العلم ، فإنّ العلم تابع للمعلوم وحكاية عنه ، وحال فرض العدم يكون الوجود محالا ، لأنّه يكون العدم واجبا حينئذ للفرض لا لذاته ، ويكون هذا الوجوب لاحقا لا سابقا ، فلا يؤثّر في إمكان الممكن ، كما أنّك إذا فرضت الماهيّة معدومة فإنّها بهذا الاعتبار يستحيل أن تكون موجودة ، وتكون هذه الاستحالة غير ذاتيّة ، بل إنّما حصلت من ذلك الفرض ، و (٢) لا تكون مؤثّرة في الإمكان الذاتي ، فإذا هو ممكن باعتبار ذاته ، فهو مقدور عليه من تلك الحيثيّة ، وغير مقدور عليه من حيث وضع أحد الطرفين وتعلّق العلم به ، ولا يلزم من ذلك استحالة (٣) لتعدّد الحيثيّات.
[المذهب الرابع]
قال :
سؤال للبلخي (٤) : لا يمكن أن يخلق فينا علما ضروريّا يتعلّق بما علمناه مكتسبا
__________________
(١) في «ج» «ر» زيادة : (وقوع) ، وفي «ف» : (بعد وقوع).
(٢) الواو لم ترد في «ف».
(٣) في «ر» «س» : (استحالته).
(٤) في «ج» «ف» : (البلخي). وهو عبد الله بن أحمد الكعبي البلخي أبو القاسم تلميذ أبي الحسين