أقول :
ذهبت الأشعريّة (١) إلى أنّ العجز صفة وجوديّة يتميّز بها ذات العاجز عن غيرها ، كما أنّ القدرة صفة وجوديّة تتميّز بها ذات القادر ، لأنّ ذاتيهما متساويتان (٢) وقد تعذّر على إحداهما الفعل ، فلا بدّ من مميّز وموجب (٣) هو العجز (٤) ، ونحن نقول : العجز عبارة عن عدم القدرة عن ما (٥) من شأنه أن يكون قادرا.
[في علم الله تعالى]
قال :
ومنها : كونه عالما لأنّه فعل الأفعال المحكمة (٦) وكلّ من كان كذلك فهو بالضرورة (٧) عالم ، والأولى محسوسة.
أقول :
العالم هو المتبيّن للأشياء ، والدليل على كونه تعالى عالما أنّه تعالى فعل الأفعال المحكمة ، وكلّ من كان كذلك فهو عالم (٨) ، ينتج أنّه تعالى عالم.
__________________
(١) في «ب» : (الأشاعرة).
(٢) في «ب» «ج» : (متساويان).
(٣) (موجب) لم ترد في «ف».
(٤) حكاه عن الأشاعرة الخواجة نصير الدين الطوسي في تلخيص المحصّل : ١٦٧.
(٥) في «ر» : (المقدور عمّا) بدل من : (القدرة عن ما).
(٦) (المحكمة) لم ترد في «ف» وفي «د» : (للحكمة).
(٧) في «ف» : (الضرورة).
(٨) في «ج» «ر» «ف» زيادة : (بالضرورة).