فيلزم أن يكون الله تعالى محلّا للحوادث أو في غيره فيكون ذلك الغير هو المتّصف (١) بالكلام دونه تعالى.
وأجاب عن الأوّل بأنّ صدق الرسول يتوقّف على المعجز ، وهو أعمّ من الكلام فينتفي الدور ، وإن سلّمنا أنّه يتوقّف على القرآن لكن لا يتوقّف عليه من حيث هو مستند إلى الله تعالى ، بل يتوقّف على القرآن (٢) من حيث هو معجز فاندفع الدور.
وأجاب عن الثاني بأنّ كلامه محدث لا في ذاته تعالى بل في غيره ويكون الله تعالى هو الموصوف به (٣) لا ذلك الغير ، وبيانه أنّ المتكلّم من فعل الكلام لا من قام به الكلام كما أنّ الضارب من فعل الضرب لا من قام به الضرب.
[في حقيقة كلامه تعالى]
قال :
وهو حادث لأنّه مركّب يتقدّم بعض أجزائه على بعض وللسمع.
أقول :
ذهبت المعتزلة إلى أنّ الكلام حادث (٤) ، وأمّا الأشعريّة (٥) فقد ذهبوا إلى أنّ الكلام بالمعنى الذي أراده المعتزلة حادث ، والمعنى قديم (٦) ، وأمّا الحنابلة فقالوا :
__________________
(١) في «ج» «ر» «ف» : (الموصوف).
(٢) من قوله : (لا يتوقّف) إلى هنا ليس في «س».
(٣) (به) لم ترد في «س».
(٤) المغني في أبواب العدل والتوحيد (خلق القرآن) : ٨٤ ، وحكاه عنهم الخواجة نصير في تلخيص المحصّل : ٢٨٩.
(٥) (وأمّا الأشعريّة) لم ترد في «د».
(٦) انظر الأربعين للرازي ١ : ٢٥٠ ، شرح العقائد النسفيّة للتفتازاني : ١٠٨ ، شرح المواقف ٨ : ١٠٣ ، وحكاه عنهم الخواجة نصير في تلخيص المحصل : ٢٨٩.