الأشعري فقد احتجّ بأنّ الصوت عرض ، والعرض لا يبقى لما مرّ (١) ، والكبرى فيه ممنوعة لما بيّنا.
قال :
والحرف هيئة عارضة للصوت يتميّز بها عن صوت آخر مثله تميّزا في المسموع.
أقول :
الحرف من الكيفيّات المسموعة ، وهو عارض لكيفيّة اخرى هي الصوت ، توجب له الامتياز عن صوت آخر لا مطلقا بل في المسموع ، والحرف إمّا مصوّت وهو حروف (٢) المدّ واللين ولا يوجد إلّا في زمان ، وإمّا صامت وهو ما عداه ، فمنه ما يعرض في آن واحد كالباء والتاء والدال والطاء ، ومنه ما يحصل في آن على سبيل الطنّ (٣) كالحاء والخاء ، ومنه ما يحصل في زمان كالسين والشين فإنّها تمتدّ عند امتداد الصوت ، وأمّا الحاء والخاء فإنّها تأتى متوالية في آنات متعدّدة فيحسبها السمع حرفا واحدا مستمرّا (٤).
[في حياته تعالى]
قال :
ومنها : كونه تعالى حيّا ومعناه أنّه لا يستحيل أن يقدر ويعلم لأنّه عالم فهو حيّ.
__________________
(١) مقالات الإسلاميين : ٤٢٦ ، المحيط بالتكليف : ٣١٢ ، وحكاه عن الأشاعرة المصنّف في نهاية المرام ١ : ٥٦٩.
(٢) في «س» «د» «ف» : (حرف).
(٣) في «س» «ف» : (الظنّ).
(٤) لمزيد الاطلاع ينظر شرح المواقف ٥ : ٢٧٠ ، وشرح المقاصد ٢ : ٢٧٩ ، ونهاية المرام للمصنّف ١ : ٥٧٥.