أقول : معنى الحي عند المحقّقين أنّه الذي (١) لا يستحيل أن يقدر ويعلم ، ولمّا ثبت كونه تعالى قادرا عالما كان بالضرورة حيّا (٢) ، وعند جماعة من المعتزلة والأشاعرة أنّ الحياة لله تعالى صفة زائدة على ذاته لأنّه لو لا اختصاص ذاته بما لأجله صحّ أن يقدر ويعلم بأمر (٣) وإلّا لم يثبت لها تلك الصحّة ، فذلك الأمر هو الحياة (٤) وهو ضعيف لأنّه يلزم منه التسلسل.
[كونه تعالى سميعا]
قال :
ومنها : كونه تعالى سميعا بصيرا ، ومعناه أنّه عالم بالمسموع والمبصر أو إنّه حيّ لا آفة به ، ويدلّ عليه الإجماع وإنّه عالم بكلّ معلوم.
أقول :
اتّفق المسلمون على كونه تعالى سميعا بصيرا ، واختلفوا في معناه ؛ فذهب الكعبيّ وأبو الحسين البصري إلى أنّ معناه أنّه عالم بالمسموع والمبصر (٥) وذهب جماعة من
__________________
(١) (الذي) لم ترد في «س» «د».
(٢) نسبه الايجي في المواقف : ٢٩٠ إلى الحكماء وإلى أبي الحسين البصري ، ونسبه المصنّف في مناهج اليقين : ٢٧٤ ، وفي طبعة أخرى : ١٧٠ إلى الأوائل وأبي الحسين البصري وأبي القاسم الكعبي ومحمود الخوارزمي ، ونسبه إلى الجمهور من الفلاسفة وأبي الحسين من المعتزلة الفخر الرازي في كتاب المحصّل : ٣٩٠.
(٣) (بأمر) لم ترد في «ج» «ر» «ف».
(٤) نسبه الايجي في المواقف : ٢٩٠ إلى الجمهور ، وحكاه المصنّف عن الأشاعرة وجماعة من المعتزلة في مناهج اليقين : ٢٧٤ ، وفي الطبعة الأخرى : ١٧٠ ، المحصّل للفخر الرازي : ٣٩٠.
(٥) حكاه عنهما وعن الفلاسفة الخواجة نصير الدين الطوسي في تلخيص المحصّل : ٢٨٧ ، وحكاه عنهما وعن الفلاسفة الفخر الرازي في المحصّل : ٣٩٩.