[في الإدراك]
قال :
سؤال : الإدراك إمّا نفس الذات أو صفة قديمة أو حادثة ؛ والأوّلان محالان (١) لتوقّفهما على المدرك لإضافته ، والثالث كذلك لأنّه ليس بمحلّ الحادث ، ولأنّ السمع والبصر إنّما يكون (٢) بآلات. جواب : الأوّل صفة قديمة ومتعلّقها حادث ، والثاني إنّا لا نشترط الآلات.
أقول :
تقرير السؤال الأوّل أن نقول : الإدراك إمّا أن يكون نفس الذات أو أمرا زائدا عليها ؛ فإن كان الثاني فإمّا أن يكون قديما أو محدثا ، والأوّل والثاني وهو أن يكون نفس الذات أو قديما باطلان وإلّا لزم قدم المدرك ، لأنّ الإدراك نسبة وإضافة يستلزم وجودها وجود المضافين ، والثالث باطل لأنّه إن كان حالّا فيه لزم أن يكون محلّا للحوادث وهو باطل ، أو في غيره فهو صفته.
السؤال الثاني أنّ السمع والبصر إنّما يكون بالآلات ، والله تعالى ليس له آلة في الإدراك فلا يكون مدركا.
والجواب عن الأوّل : أنّ الإدراك صفة زائدة على الذات قديمة ومتعلّقها حادث كالقدرة والعلم.
وعن الثاني : أنّا لا نشترط في الإدراك الآلات على ما مرّ بيانه.
__________________
(١) في «ف» زيادة : (ولو).
(٢) في «ج» «ف» : (يكونان).