منه ، إلّا أنّه قد جوّز (١) بعض المتكلّمين وجود مجرّد في جهة ، وهذا (٢) وإن كان غير معقول إلّا أنّا نريد إبطاله بأن نقول : حصوله في ذلك الحيّز إمّا أن يكون واجبا أو ممكنا ، والثاني يجوز انتقاله عنه ، فيكون جسما بالضرورة ، أو ما يتركّب (٣) منه الأجسام من الجواهر الأفراد (٤).
والأوّل يلزم منه أن يكون الحيّز مخالفا لغيره من الأحياز ، وهو يستلزم قدم الحيّز ، ضرورة امتناع وقوع التمايز (٥) في العدمات والاختلاف فيها ، وذلك باطل لما بيّن (٦) من حدوث العالم.
واحتجّ القائلون بكونه في جهة فوق بوجهين : الأوّل : أنّه لا يعقل وجود موجود إلّا (٧) في جهة ، ولمّا كانت جهة فوق أشرف الجهات والله تعالى أشرف الموجودات كان الله تعالى موجودا فيها.
الثاني : النقل.
والجواب عن الأوّل من وجهين :
الأوّل : أنّا قد بيّنّا تعقّل وجود مجرّد.
__________________
(١) في «د» : (جوّزوا).
(٢) في «د» : (ولهذا).
(٣) في «ف» : (تركّب) بدل من : (ما يتركّب).
(٤) قال الرازي في الأربعين في أصول الدين : ٤ المتحيّز الذي لا يكون منقسما فهو المسمّى بالجوهر الفرد.
(٥) في «ف» : (المتمايز).
(٦) في «ب» «د» : (تبيّن).
(٧) في «أ» «ج» «ر» «س» «ف» : (لا).