الجهة أو (١) إليها فالمطلوب الجهة.
أقول :
لمّا بيّن وجودها شرع في بيان كيفيّة وجودها ، فقال : إنّها شيء غير منقسم ، والدليل على ذلك أنّها لو انقسمت لكان المتحرّك إذا وصل إلى منتصفها إمّا أن تتحرّك إلى الجهة أو (٢) عنها ، وعلى التقدير الأوّل تكون الجهة هي المتوجّه إليه فلا يكون الخلف جهة ، وإن (٣) كان الثاني كان الخلف هو الجهة لا الذي يتوجّه إليه.
لا يقال : لم لا يجوز أن يكون متحرّكا في الجهة.
لأنّا نقول : المتحرّك في الجهة إمّا أن يتحرّك عن الجهة أو إليها بالضرورة ، ويعود الإلزام إلّا أن يجعل الجهة هي المسافة وهو محال.
قال :
والمتحرّك إلى البياض يتوخّى حصوله وإلى الجهة الحصول فيه (٤).
أقول :
هذا جواب عن سؤال مقدّر ، وهو أن يقال : إنّكم قلتم الجهة موجودة لأنّها تقصد بالحركة ، وكلّ ما يقصد بالحركة فهو موجود ، والكبرى كاذبة (٥) ، فإنّ الجسم إذا كان أسود و (٦) تحرّك إلى البياض يكون قاصدا إلى شيء معدوم ، فلم لا يجوز أن يكون المتحرّك في الجهة كذلك.
__________________
(١) في «ف» : (و).
(٢) في «ف» : (و).
(٣) في «ف» : (إن) بدل من : (وإن).
(٤) في «ج» «ف» : (فيها).
(٥) في «ج» «ر» «ف» : (ممنوعة).
(٦) الواو لم ترد في «ف».