عليهم في كتبه ، ونصر هذه المقالة في كتاب المبدأ والمعاد (١).
وإبطال هذا المذهب وإن كان قريبا من الوضوح إلّا أنّ التنبيه عليه هو أنّ نقول : لو اتّحدت الذاتان فبعد (٢) الاتّحاد إن بقيتا فهما اثنان (٣) فلا اتّحاد ، وإن عدمتا ووجد شيء ثالث فليس باتّحاد ، بل إعدام لشيء (٤) وإيجاد لآخر ، وإن عدم أحدهما وبقي الآخر فلا اتّحاد أيضا ، بل هو إعدام لشيء (٥).
وأمّا نفي الاتّحاد (٦) بالمعنى المجازي عنه تعالى فإنّه ظاهر لاستحالة انفعاله بالاستحالة والتركيب.
[ذات الباري تعالى مخالفة لغيرها من الذوات]
قال :
ومنها : مخالفته للكلّ بذاته خلافا لأبي علي وأبي هاشم ، وإلّا لتركّب ، ولأنّ الاتّفاق في الذوات ملزوم الاتّفاق في الصفات اللازمة فلا اختلاف.
احتجّوا بأنّ الذوات (٧) مشتركة للتقسيم ومختلفة بما عداها.
جوابه : الذوات إن عني بها الحقائق فليست بمشتركة ، وإن عني بها (٨) الشيئيّة فعارضة.
__________________
(١) المبدأ والمعاد : ١٣٥.
(٢) في «س» : (فعند).
(٣) في «ج» «د» «ر» : (اثنتان).
(٤) في «ف» : (الشيء).
(٥) في «ف» : (أعدم الشيء) بدل من : (إعدام الشيء).
(٦) في «أ» : (الإيجاد).
(٧) في «ف» : (واحتجوا بأنّ الذات) بدل من : (احتجوا بأنّ الذوات).
(٨) (بها) لم ترد في «ب».