الثالث : أنّ الذاتين متساويتان فلا اختصاص لإحديهما بما يوجب الاختلاف دون الاخرى.
الرابع : ما به المخالفة إن كان متساويا فلا اختلاف ، وإن كان مختلفا بأحوال اخرى تسلسل ، وإن كان لذاته فلتكن الذوات كذلك.
واحتجّ المخالفون بأنّا نقسم الذات فنقول : هي إمّا واجبة أو ممكنة ، وأيضا هي (١) إمّا جوهر أو عرض أو غيرهما ، ومورد التقسيم مشترك بين الأقسام (٢).
والجواب : إن عنيتم بالذوات الحقائق والماهيّات فلا شكّ في اختلافها ، وإن عنيتم بها الشيئية ، فهي عارضة.
قالوا : الذات هي ما يصحّ العلم بها على الاستقلال ، والذوات بأسرها متساوية في هذا الحدّ.
والجواب : صحّة تعلّق العلم بالذات على سبيل الاستقلال من أحكام الذات.
[ذات الباري تعالى لا تعقل]
قال :
ومنها : عدم تعقّله ، لأنّا لا نعقل إلّا السلوب والإضافات ، احتجّوا بأنّ التصديق مسبوق بالتصوّر ، جوابه (٣) التصوّر بعوارض.
أقول :
ذهب أكثر المتكلّمين إلى أنّا نعقل ذات الله تعالى ، والفلاسفة أنكروا ذلك ؛ وهو
__________________
(١) في «أ» «ب» «ج» : (وهي أيضا) بتقديم وتأخير.
(٢) انظر كشف المراد (تحقيق الآملي) : ٤٠٥ ، وبتحقيق السبحاني : ٣٧.
(٣) في «ج» «ر» : (وجوابه).