الحقّ ، فإنّا (١) لا نعقل من الله تعالى إلّا صفاته ؛ إمّا الحقيقية كالقادر والعالم ، وإمّا الإضافيّة كالأوّل والآخر والخالق والرازق ، وإمّا السلبيّة ككونه ليس بجسم ولا عرض ، وإمّا ما عدا ذلك فغير معقول ، وأبو علي بن سينا وأبو الحسين البصري وإن زعما أنّ وجود الله تعالى نفس حقيقته (٢) ، وهو الذي نذهب نحن إليه (٣) ، إلّا أنّهما قالا : إنّ ذلك الوجود غير معقول.
و (٤) احتجّ المتكلّمون بأنّا نحكم على الله تعالى بأحكام إيجابيّة وسلبيّة ، والحكم على الشيء يستدعي تصوّره (٥).
والجواب : التصوّر المشترط (٦) في التصديق هو مطلق التصوّر ، سواء كان للذات من حيث هي هي أو من حيث بعض اعتباراتها.
[إنّه تعالى ليس بملتذّ]
قال :
ومنها : أنّه ليس بملتذّ لأنّها ملائمة المزاج ، ولأنّه إن خلق الملتذّ أزلا فهو محال ، أو فيما لا يزال أيضا ، لأنّه لا وقت قبل خلقه إلّا وهو ممكن ، وفعل الملتذّ الممكن
__________________
(١) في «ر» : (لأنّا).
(٢) حكاه عنهما الفخر الرازي في كتاب المحصّل : ٣٥٧ ، والخواجة نصير الدين في تلخيص المحصّل : ٢٥٨.
(٣) في «ج» «ر» : (إليه نحن) بتقديم وتأخير.
(٤) الواو من «ف».
(٥) المواقف ١ : ٩٦ ، شرح المقاصد ٢ : ١٢٥.
(٦) في «أ» «س» : (المشروط).