القتال عند القمر إلى تلك المدّة ، ولهم مقالات سخيفة لا تصدر عمّن له أدنى بصيرة (١).
وطريق إبطال قولهم ظاهر ، فإنّا قد بيّنّا أنّ الله تعالى واحد موصوف بصفات الكمال ، ثمّ إنّا نقول : اعترفتم بكون الله تعالى حكيما صانعا للخيرات ، والشيطان ممكن وهو شرّ لكونه فاعلا للشرّ فيكون الله تعالى شرّيرا على قاعدتكم.
[إبطال قول النصارى]
قال :
وبطل قول النصارى بالأقانيم ، فإنّها إن لم تكن زائدة فهي أسماء ، وإن كانت زائدة ، فإن كانت قديمة بذواتها فهو محال اتّفاقا ، وإن قامت به فهي صفات.
أقول :
ذهبت النصارى (٢) إلى أنّ الباري تعالى جوهر واحد ثلاثة أقانيم : اقنوم الأب ، واقنوم الابن ، واقنوم روح القدس ؛ والأوّل عنوا به الوجود ، والثاني العلم ، والثالث الحياة (٣) ، ولم يحصل المتكلّمون من أقاويلهم معنى يبحثون معهم فيه.
وطريق الردّ عليهم أن نقول : إن عنيتم بالأقانيم ذواتا (٤) قائمة بأنفسها واجبة
__________________
(١) في الملخّص في أصول الدين : ٢٨٩ إشارات إلى ذاك ، شرح نهج البلاغة ١ : ١٠٤.
(٢) في «أ» «ب» زيادة : (لعنهم الله).
(٣) حكاه عنهم السيّد المرتضى في الملخّص في أصول الدين : ٢٩٢ ، المواقف للايجي ١ : ٣٧٢ ، التبيان للطوسي ٣ : ٤٠٣ ، مجمع البيان ٣ : ٢٤٨ ، جامع البيان للطبري ٦ : ٤٢٢.
(٤) في «ر» : (ذوات).