الوجود فهو باطل لما (١) بيّنّا من الوحدة ، وإن عنيتم بها معاني قائمة بذات الله تعالى هي (٢) الوجود والعلم والحياة فهذا قد يمكن تسليمه لكم ، وتكون المنازعة معهم كالمنازعة مع أصحاب المعاني ، وإن عنيتم بها أسماء غير دالّة على امور ، زائدة على الذات فلا مشاحّة في ذلك إلّا من حيث الإذن الشرعي.
[في الواحد والكثير]
قال :
تتمّة (٣) : الواحد منه ما هو بالذات ومنه ما هو بالعرض.
أقول :
الواحد هو الشيء الذي لا ينقسم ، فإن لم يكن منقسما من جهة اخرى فهو الواحد على الإطلاق ، وهو إمّا أن يكون نفس هذا المعنى وهو الواحدة (٤) أو أمرا يقارنه هذا المعنى ، فإن لم يكن ذا وضع فهو المجرّد ، وإلّا فهو النقطة ، وإن انقسم من غير هذه الجهة ، فجهة الكثرة مغايرة لجهة الوحدة ، فجهة الوحدة إن كانت مقوّمة للاخرى فهي الوحدة بالجنس ، وتتفاوت بتفاوت الأجناس قربا وبعدا ، وإن (٥) كانت عارضة فهي الوحدة بالعرض كاقتران شيئين في موضوع (٦) ، كقولنا : إنّ
__________________
(١) في «ف» : (كما).
(٢) في «د» : (هو).
(٣) (تتمّة) ليس في «ف».
(٤) في «أ» «ف» : (الواحدة) بدل من : (الوحدة).
(٥) في «ج» «ر» «ف» : (وإذا).
(٦) في «ف» : (موضع).