[صفاته تعالى وجوديّة أم لا؟]
قال :
تتمّة : في الصفات. قال أبو الحسين والفلاسفة : إنّ هذه الصفات ليست وجوديّة ، وقال قوم : إنّها وجوديّة ، وهو الحقّ ، وإلّا لصحّ (١) حملها على المعدوم. احتجّوا بأنّه يكون قابلا و (٢) فاعلا ، جوابه التزامه والطعن في التالي.
أقول :
اختلف الناس في صفات الله تعالى هل هي وجوديّة (٣) أم لا؟ فذهبت الأشعريّة إلى أنّها امور وجوديّة ، وهو مذهب جماعة من المعتزلة ، وعند الفلاسفة وأبي الحسين البصري خلاف ذلك (٤).
و (٥) احتجّ القائلون بالوجود بأنّها لو كانت عدمية لصحّ حملها على المعدوم ، والتالي باطل فالمقدّم مثله.
و (٦) بيان الشرطيّة : أنّ الشيء إذا لم يصدق عليه أحد النقيضين صدق عليه النقيض (٧) الآخر لاستحالة الخروج عنهما (٨) ، فلو لم يصحّ حملها على المعدوم لصحّ
__________________
(١) في «أ» «د» : (والأصح) بدل من : (وإلّا لصحّ).
(٢) الواو لم ترد في «س» «د».
(٣) في «ج» «ر» : (موجودة) ، وفي «ف» : (وجوده).
(٤) حكاه في فتح الباري ١١ : ٨٨ وج ٤٥٣ عن الكرماني.
(٥) (الواو) من «ج» «ر».
(٦) (الواو) من «أ».
(٧) في «ف» : (نقيض).
(٨) في «ف» : (عنها).