وهؤلاء هم نفاة الأحوال منهم ، وهذا هو (١) مذهب الجبائين إلّا أنّ أبا علي وأبا هاشم قالا : لا نسمّي (٢) هذا الزائد قدرة وعلما بل قادريّة وعالميّة ، ثمّ إنّ أبا هاشم جعلها غير معلومة لكونها حالا ، وأبو علي ذهب إلى أنّها معلومة (٣).
واعلم أنّ الأقوى ثبوت ثلاثة امور في جانب العلم لما بيّنّا من أنّه يلزم من عدم المعلوم عدم التعلّق ، فلو لم يثبت (٤) أمرا آخر هو العلم لزم تطرّق التغيّر إلى علم واجب الوجود ، وإن كان هذا القول لا يخلو عن ضعف.
[خواص واجب الوجود]
قال :
وأمّا الخواصّ فأن (٥) لا يجب بغيره وبذاته وإلّا فمع عدم الغير (٦) يجب عدمه ووجوده.
أقول :
يريد خواصّ واجب الوجود التي تلزمه لمفهوم كونه واجب الوجود ، فمنها : أنّه لا يجب بذاته وبغيره معا ، لأنّ ما يجب بغيره يجب عدمه عند عدم ذلك الغير (٧) ، لما
__________________
(١) (هو) ليس في «ف».
(٢) في «س» : (يسمى).
(٣) حكاه في شرح المقاصد ١ : ١٢٩.
(٤) في «ج» «ر» : (نثبت).
(٥) في «ب» : (فإنّه).
(٦) في «د» : (التغيّر).
(٧) (الغير) لم ترد في «س».