لا يلزم من وجود التحدّي الإعجاز لوجهين :
الأوّل : أنّه يجوز أن يكون التحدّي قد وصل إلى بعض الامّة ولم يصل إلى الباقي ، فلعلّ (١) الذي لم يصل إليه قد كان قادرا على المعارضة.
الثاني : لم لا يجوز أن يكون قد عورض قوله : لو كان كذلك لنقل لوجود الداعي.
قلنا : لا نسلّم وجود الداعي ، بل الداعي حاصل بالنسبة إلى عدم النقل للخوف.
قال :
سلّمنا أنّهم ما عارضوا ، لكن لا يدلّ على الامتناع لجواز أن تكون (٢) خطبهم أفصح وأشهر عند العقلاء. سلّمنا ، لكنّ القاري آت بالمثل.
أقول :
المستدلّ ذكر أنّهم لم يعارضوه فكان معجزا ، فاعترض عليه السائل بأنّ عدم المعارضة لا يدلّ على الإعجاز ، نعم عدم القدرة على المعارضة يدلّ عليه ، لكن لا يلزم من عدم المعارضة عدم القدرة عليها ، فلم لا يجوز أن يكون (٣) قد كانوا قادرين على المعارضة ولم يعارضوا (٤) فلا يكون معجزا.
سلّمنا ذلك لكن هنا ما يدلّ على أنّهم عارضوا (٥) ، وبيانه : أنّ القاري للقرآن آت بمثل القرآن لاستحالة أن يكون (٦) القاري آتيا بنفس القرآن المنزل.
__________________
(١) في «ج» «س» : (ولعلّ).
(٢) في «ب» : (كون) بدل من : (أن تكون).
(٣) في «ج» «ر» «ف» : (يكونوا).
(٤) في «ب» : (يعارضوه).
(٥) في «ب» : (عارضوه).
(٦) في «ب» : (كون) بدل من : (أن يكون).