قال :
قال أبو علي : يجوز بعثة الأنبياء بغير شرع لجواز ظهور نبيّ بعد نبيّ و (١) معجزة بعد اخرى ، فجازت البعثة بالعقليّات وإن كفى العقل.
وأجاب (٢) أبو هاشم بأنّه لا يجوز إلّا إذا كانت المصلحة في أداء الشرع مقرونة بهما ، وكذا المعجزة الثانية أو يستدلّ (٣) بها بعض من لم تصل الاولى إليه.
أقول :
ذهب أبو علي الجبّائي (٤) إلى أنّه يجوز بعثة رسول بغير شرع ، وهو منقول عمّن تقدّمه. وذهب أبو هاشم إلى المنع من ذلك.
احتجّ أبو علي بأنّه يجوز ظهور نبيّ بعد نبيّ وخلق معجزة عقيب اخرى ، وإن حصل الاستغناء بواحدة (٥) من هذه فيجوز البعثة بالعقليّات ، وإن كفى العقل.
وقد أجاب أبو هاشم عن ذلك بأنّه لا يجوز بعثة نبيّ بعد آخر إلّا إذا كانت المصلحة في أداء الشرع لا تتمّ إلّا بهما ، وكذلك خلق المعجز عقيب معجز آخر لا يجوز إلّا على هذا الوجه أو (٦) يستدلّ به بعض من لم يصل المعجز الأوّل إليه.
ثمّ إنّ أبا هاشم احتجّ على مذهبه بأنّ العقل كاف في العقليّات ، فإرسال نبيّ لتعريفها يكون عبثا وهو قبيح (٧).
__________________
(١) الواو لم ترد في «ف».
(٢) الواو سقطت من «أ».
(٣) في «د» : (استدلّ).
(٤) في «ف» : (الخيامي).
(٥) في «ر» : (بواحد).
(٦) في «ب» : (و).
(٧) حكاه عنهم المصنّف في شرح التجريد (تحقيق الآملي) : ٤٧٩ ، وفي طبعة السبحاني : ١٦٩.