القول. ولأنّه لا يبقى بقوله وثوق (١) ، ولقوله تعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (٢).
أقول :
هذه وجوه اخر دالّة على العصمة :
أحدها : أنّ الذنب لو صدر عن الإمام فإمّا أن يتّبع أو لا يتّبع (٣) ؛ والأوّل باطل قطعا وإلّا لما كان ذنبا ، والثاني باطل ، لأنّه لا يكون قوله مقبولا ولا فعله متّبعا فلا فائدة في وجوده.
وثانيها : أنّه لو صدر عنه الذنب لم يبق وثوق بقوله لجواز أن يكون كذبا ، ولا بفعله (٤) لجواز أن يكون خطأ ، وذلك مناقض للغرض من نصب الإمام.
وثالثها : قوله تعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) أشار بذلك إلى عهد الإمامة ، والفاسق ظالم.
[الإمامة بالنصّ]
قال :
فيكون منصوصا عليه لأنّ العصمة من الامور الباطنة (٥) لا يعرفها إلّا الله تعالى.
أقول :
هذا (٦) نتيجة ما ذكره من الأدلّة ، فإنّه إذا ثبت أنّ الإمام يجب أن يكون معصوما
__________________
(١) في «ب» : (وثوق بقوله) بدل من : (بقوله وثوق).
(٢) البقرة : ١٢٤.
(٣) (يتبع) من «ب».
(٤) في «ف» : (يفعل).
(٥) في «ج» «س» زيادة : (الخفيّة).
(٦) في «ج» «د» «ر» «ف» : (هذه).