كان (١) الإمام عليّا عليهالسلام ، أمّا الصغرى فلأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان في غاية الشفقة على المسلمين ، فإنّه كان (٢) إذا خرج من المدينة إلى بعض (٣) الأسفار والغزوات استخلف عليهم من يرتضيه ، وكان يعلّمهم الاستنجاء وكيفيّته ، وما يجري مجراه من الامور النافعة الجزئيّة ، ومن كان كذلك كيف يعقل تركه للمسلمين بعد موته من غير أن ينصب لهم نائبا عنه.
وأمّا (٤) الكبرى فبالإجماع ، فإنّ الناس قائلان ؛ منهم من يقول بالنصّ فالإمام هو (٥) عليّ عليهالسلام ، ومنهم من لا يقول به (٦) فيقول بإمامة غيره ، فالجمع بين النصّ وإمامة غيره خارق للاجماع.
وأيضا فلأنّ أبا بكر استقال ، فلو كان منصوصا عليه لكان فاسقا ، فلا يصلح للإمامة ، وفي هذا الوجه من المتانة ما ليس في بعض الأوجه المذكورة ، فإنّه برهان لميّ قاطع ، والأدلّة الباقية فيها براهين إنّيّة.
قال :
ولأنّه أعلم الصحابة وأشجعهم والمقصود من الإمامة هذان.
أقول :
هذا برهان سادس لمّي أيضا ، وتقريره : أنّ عليّا عليهالسلام كان أعلم الصحابة وأشجعهم فيكون هو الإمام.
__________________
(١) (كذلك كان) ليست في «ف».
(٢) (كان) ليست في «ف».
(٣) (بعض) ليست في «ف».
(٤) (أمّا) لم ترد في «د».
(٥) (هو) لم ترد في «د».
(٦) (به) ليست في «ف».