على أنّ الاذن الواعية (١) هو عليّ عليهالسلام ، ولأنّ عمر أراد رجم حامل فنهاه ، فقال : لو لا عليّ لهلك عمر ، وأمر برجم امرأة أتت بولد (٢) لستّة أشهر فنهاه بقوله : (وَحَمْلُهُ) (٣) الآية ، فقال : لو لا علي لهلك عمر.
ولأنّه قال في خطبته : من غالى في مهر ابنته جعلته في بيت المال ، فقالت له عجوز أتمنعنا ما أحلّ الله لنا بقوله تعالى : (وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً) (٤) فقال : كلّ أفقه من عمر حتّى المخدّرات في البيوت.
فهذا يدلّ على علمه عليهالسلام ، ولقوله عليهالسلام : والله لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم .. إلى آخره ، ولأنّ فرق المتكلّمين بأجمعهم ينتسبون (٥) إليه ، والنحو وسائر العلوم ، وبالجملة فضائله أشهر من أن تذكر.
أقول :
هذا برهان ثامن ، وتقريره : أنّه عليهالسلام كان أعلم الصحابة فيكون هو الإمام ، أمّا الصغرى فيدلّ عليها وجوه :
الأوّل : تواتر النقل عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في قوله : أقضاكم عليّ (٦) ، ولا شكّ أنّ القضاء يستدعي العلم ، فلمّا كان (٧) عليهالسلام أقضى الصحابة وجب أن يكون أعلمهم ، وفيه دلالة على أنّه أدين الصحابة أيضا.
__________________
(١) في «ف» : (الراعية).
(٢) في «ب» : (بالولد).
(٣) الأحقاف : ١٥.
(٤) النساء : ٢٠.
(٥) في «أ» «ف» : (ينسبون).
(٦) تقدّم تخريجه.
(٧) في «ب» زيادة : (علي).