الخامس : قرب عليّ عليهالسلام كان أشدّ من قرب غيره ، فإنّه لمّا آخى بين الصحابة اتّخذه أخا لنفسه ، وذلك يدلّ على الأفضليّة (١).
السادس : ما نقل بالتواتر أنّ عليّا عليهالسلام وفاطمة عليهاالسلام تصدّقا بقوتهما ثلاثة أيّام مع شدّة حاجتهما إليه ، حتّى أنزل الله تعالى في حقّهم : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) (٢) (٣).
فهذه الوجوه وغيرها ممّا لا يعدّ ولا يحصى دالّة على كونه أفضل الصحابة.
وأمّا الكبرى فلأنّ تقديم المفضول (٤) على الفاضل قبيح عقلا.
قال :
ولقوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٥) فإن كانوا كلّ الامّة كان الشخص مطيعا لنفسه ، فهو بعضها واجب العصمة لعدم الأولويّة فهو عليّ عليهالسلام.
أقول :
هذا وجه عاشر ، وتقريره : أنّ الله تعالى أمر بطاعة اولي الأمر ، فهذا المطاع إمّا أن يكون كلّ الامّة أو بعضها ، والأوّل باطل ، وإلّا لكان الشخص مطيعا لنفسه ،
__________________
(١) الشافي في الإمامة ٣ : ٨٣ ، اليقين لابن طاوس : ٤٢٨ ، الطرائف : ٥٢ ، بناء المقالة الفاطميّة : ٣٠٩ ، المعيار والموازنة لأبي جعفر الإسكافي : ٢٠٨ و ٢٠٩ ، المصنّف لعبد الرزّاق ٧ : ٥٠٧ / ٧٨.
(٢) في «ب» زيادة : (إلى آخر الآيات ، وهي دالّة على ثبوت عصمتهم أيضا).
(٣) تفسير القمي ٢ : ٣٩٨ ، تفسير فرات الكوفي : ٥٢٧ / ٦٧٧ إلى ٦٨٠ ، التبيان للطبرسي ١٠ : ٢١١ ، مجمع البيان ١٠ : ٢١٦ ، أسباب نزول الآيات للواحدي : ٢٩٦ ، شواهد التنزيل للحسكاني ٢ : ٤٠٣ / ١٠٥٣ و ١٠٥٤ و ١٠٥٧ ، الدر المنثور ٦ : ٢٩٩.
(٤) في «ف» : (المقصود).
(٥) النساء : ٥٩.