وفيه مسائل.
مسألة : الجوهر حقّ ، لأنّ الحركة مركّبة من امور متتالية لوجودها في الآن وعدم الباقيين ، والآن لا يقبل القسمة وإلّا فمنه (١) مستقبل فليس بآن ، فالموجود منها إن انقسم انقسم الآن ، وإن لم ينقسم فكذا الجسم وإلّا انقسمت ، هذا خلف.
أقول :
هذه المسألة من أشرف المطالب ويبتني (٢) عليها مباحث كثيرة ، من جملتها إثبات النفس ، ولأجل هذه المسألة قدّم البحث عن الجزء.
[البحث في الجزء]
واعلم أنّ الجسم على قسمين : بسيط ومركّب ، والمركّب إمّا أن يتركّب من مختلفات الطبائع أو من متفقاتها ، وعلى كلا التقديرين فالجزء موجود في المركّب بالفعل ، وأمّا البسيط فلا شكّ في أنّه قابل للقسمة ، والانقسامات المفروضة إمّا أن تكون متناهية أو غير متناهية ، وأيضا فهي إمّا بالفعل أو بالقوّة ، وقد صار إلى كلّ واحد من هذه الأقسام الأربعة جماعة ، لكن المشهور منها ثلاثة :
__________________
(١) في «ف» : (قسمة).
(٢) في «أ» «ف» : (مبني).