اعتدل الليل والنهار ، وتقاطع دائرة الافق على نقطتين مشرقيّة ومغربيّة ، فإذا (١) تحرّكت دائرة المعدّل بعد ملاقاتها لتلك الدائرة بنقطة فإن لم يلق نقطة اخرى لزم الطفرة ، وإن لقيت نقطة اخرى لزم تركّب الخطّ من النقط المتتالية (٢).
[في قابليّة الجسم لما لا يتناهى من الانقسامات]
قال :
احتجّوا بحركة الجزءين أحدهما فوق رابع والآخر تحت أوّل فإنّهما يلتقيان (٣) على مقطع الثالث والثاني فانقسم الجميع.
أقول :
احتجّ الحكماء على كون الجسم قابلا لما لا يتناهى من الانقسامات بوجوه :
أحدها : أنّا نفرض خطّا مركّبا من (٤) أربعة أجزاء ، ونفرض فوق طرفه الأيمن جزءا وتحت طرفه الأيسر جزءا ثمّ نفرض الجزءين متحرّكين دفعة واحدة ، فإنّه لا يمكنهما قطع ذلك الخطّ إلّا بعد تحاذيهما ، فإن كان موضع التحاذي هو الجزء الثاني كان أحد الجزءين قد تحرّك ثلاثة أجزاء والآخر جزءا ، هذا خلف ، وإن كان (٥) هو الجزء الثالث (٦) فكذلك ، فلم يبق موضع التحاذي إلّا مقطع الثاني والثالث ، فيلزم انقسام الجزءين المتحرّكين والثاني والثالث جميعا.
__________________
(١) في «ر» : (وإذا).
(٢) ذكره المصنّف في نهاية المرام ٢ : ٤٣١ بعنوان الوجه الخامس.
(٣) في «د» «س» : (يلقان).
(٤) في «ر» : (في).
(٥) (كان) لم ترد في «د».
(٦) في «س» : (الآخر).