قال :
ولأنّ القوّة الجسمانيّة لا تقدر على غير المتناهي بخلاف العقليّة.
أقول :
تقرير هذا الثالث أن نقول : القوّة الجسمانيّة لا تقوى على ما لا يتناهى والقوّة العقليّة تقوى على ما لا يتناهى ، فهي غير جسمانيّة : أمّا الاولى فلأنّ الجسمانيّة إمّا قسريّة أو طبيعيّة ؛ أمّا الاولى فإذا فرضنا قوّة حركت من مبدأ مفروض جسما وحركت جسما أصغر من ذلك فإن تساوت الحركتان في المدّة أو العدّة كانت القوّة المؤثرة مع العائق الكثير كالقوّة المؤثّرة مع العائق القليل ، هذا خلف ، وإن نقصت إحداهما تناهت ، ونسبة التأثير كنسبة الجسمين ، وهما متناهيان فالتأثير (١) كذلك.
وأمّا الثانية فلأنّ الأكبر والأصغر متساويان في القبول عن (٢) طبيعته وإلّا لكان العائق عن الطبيعيّ طبيعيّا ، هذا خلف.
أو قسريا وقد فرض زواله ، نعم إن اختلفت الحركتان بسبب (٣) اختلاف (٤) المؤثّر ، فإنّ قوّة الأكبر أعظم ، فإذا فرضنا الصغير يتحرّك بقوّة مسافة لا تتناهى فالكبير إن تحرّك كذلك تساوى المؤثّران ، هذا خلف.
وإن تحرّك أزيد كان التفاوت في الجهة التي لا يتناهيان فيها ، هذا خلف.
وإن تحرّك الصغير (٥) بقوّة حركات متناهية ونسبة الأثر إلى الأثر كنسبة الفاعل
__________________
(١) في «ب» : (فالتأثيران).
(٢) في «ب» زيادة : (غير).
(٣) في «ب» «ج» «د» : (فبسبب).
(٤) في «د» : (اختلالي).
(٥) في «ج» : (أصغر).