أقول :
تقرير السؤال : أنّ الصور إذا كانت فاعلة والكيفيّات منفعلة لزم إبطال قاعدتين للحكماء إحداهما : أنّ الصور إنّما تفعل بواسطة الكيفيّات ، والثانية : أنّ الكيفيّات الفعليّة لا تكون منفعلة ، فإذن الصور (١) إنّما تفعل بواسطة الكيفيّات ، وحينئذ ، يعود ما ذكرنا من المحال ، وهو كون المغلوب غالبا و (٢) حصول الانكسار وعدمه دفعة.
والجواب أنّ الصور (٣) تفعل في موادّها بذاتها الكيفيّة التي تلائمها وتفعل في غير موادّها نقصان الكيفيّة التي تلائم صور (٤) تلك المواد ، وإنّما تفعل الكيفيّة التي تلائمها في غير موادّها بواسطة تلك الكيفيّة ، مثلا الصورة الناريّة تفعل في مادّة النار الحرارة بذاتها لا بواسطة حرارة اخرى وتفعل في مادّة الماء نقصان البرودة ، وإنّما (٥) تفعل فيها الحرارة بواسطة الحرارة التي لها ، وأمّا المنفعل فليس هو الكيفيّات بل هو المادّة في الكيفيّات.
[في انعدام النفس وعدمه]
قال :
ويجوز عدمها لإمكانها واجتماع القبول والحفظ في شيء ممكن.
__________________
(١) في «ج» «ر» : (الصورة).
(٢) في «ر» : (أو).
(٣) في «د» : (الصورة).
(٤) في «ر» : (الصور).
(٥) في «د» : (فإنّما).