واستدلّوا على مغايرتها للأوّل (١) بأنّ أثرها مخالف لأثر أولئك (٢).
قال :
وهي واحدة لاتّحاد حدّها وتختلف بالشرف بسبب الخواصّ النفسانيّة كالنبوّة.
أقول :
المشهور عند الأوائل أنّ النفوس البشريّة متّحدة بالنوع (٣) ، ونقل عن جالينوس (٤) أنّها مختلفة ، والأقرب الأوّل ، واحتجّوا على ذلك بأنّها يشملها حدّ واحد ، فلو كانت مختلفة في الحقيقة لاستحال جمعها في حدّ واحد ، وهذه الحجّة لا تخلو عن دور ، واختلاف النفوس بسبب الشرف و (٥) بحسب الخواصّ النفسانيّة كالنبوّة لا (٦) يؤثر في التماثل الذاتي.
[الكلام في نفوس البهائم]
قال :
واختلفوا في نفوس البهائم وتوقّف الشيخ فيها.
__________________
(١) في «د» : (الأولى).
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ٢ : ٢٤.
(٣) في «د» «ر» : (في النوع).
(٤) قال في طبقات الأطباء ١ : ١٠٨ جالينوس خاتم الأطباء الكبار المعلمين ، وهو الثامن منهم ، وهو عند ما ظهر وجد صناعة الطب قد كثرت فيها أقوال الأطباء السوفسطائيين فأبطل آراء أولئك وشيّد كلام أبقراط وآراءه ، وصنف في ذلك كتبا كثيرة ، ومدّة حياته سبع وثمانون سنة.
(٥) الواو من «ر».
(٦) في «د» : (ولا).