فلا بدّ وأن يكون ذلك الكمال هو التشبيه (١) بالعقل الفعّال (٢) في استخراج الكمالات من القوّة إلى الفعل ، فهذا هو غاية الحركة الفلكيّة.
ثمّ لمّا كان الفلك كاملا في ذاته وصفاته كأينه وكمّه وكيفه لم يكن له كمال مفقود في هذه الأشياء يطلب بالحركة التشبّه بالعقل في الخروج منه إلى الفعل فلم يبق له سوى الوضع ، وأثبتوا عقولا مختلفة بحسب اختلاف الحركات وإلّا لكان التشبّه واحدا ، وهذا (٣) التكثّر في العقول بسبب تكثّر الحركة الفلكيّة أو بسبب تكثّر الحركة الفلكيّة والكوكبيّة.
المشهور هو الثاني وهو الأولى على اصولهم.
[إمكان خلق عالم آخر]
قال :
مسألة : يمكن خلق آخر لقوله (٤) (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (٥) ولأنّ الاستحالة إن كانت ذاتيّة استحال الأوّل فتكون عارضة يمكن زوالها.
__________________
(١) في «ر» : (التشبّه).
(٢) ذكر الخواجة في تلخيص المحصّل : ٥٠٠ أنّ العقل الفعّال هو الذي يكون فيه جميع المعقولات مرسّما ، ويخرج العقول الإنسانيّة من القوّة إلى الفعل ، وفي شرح المقاصد ١ : ٩٥ إنّ جميع صور الكائنات وأحكام الموجودات والمعدومات مرتسمة في جوهر مجرّد أزلي يسمّى بالعقل الفعّال.
(٣) في «د» : (هو).
(٤) في «س» : (بقوله).
(٥) يس : ٨١.