واحتجّوا عليه بأنّه لو استلزم الجهل لكان المحقّ إذا نظر في شبهة المبطل لأدّاه ذلك النظر (١) إلى الجهل والتالي باطل ، فالمقدّم مثله.
وعورضوا بأنّه إنّما لم يولد الجهل للمحقّ لأنّه لم يعتقد صحّة المقدّمات ، كما أنّ المبطل إذا نظر في دليل المحقّ لا يؤدّيه (٢) نظره إلى العلم لما لم يعتقد صحّة المقدّمات (٣) ، ومع هذا فإنّا نقطع بأنّ النظر الصحيح يستلزم العلم.
وقال آخرون : إنّ النظر الفاسد يستلزم الجهل (٤).
والحقّ أن نقول : إن كان فساد النظر من جهة المادّة استلزم الجهل ، كمن يعتقد أنّ العالم قديم ، وأنّ كلّ قديم مستغن عن المؤثّر فإنّه يستلزم (٥) اعتقاد أنّ العالم مستغن عن المؤثّر ، وإن كان الفساد من جهة الصورة فإنّه لا يستلزم الجهل ، وهو ظاهر.
قال :
والصحيح يفيد العلم ضرورة و (٦) قد يختلف فيه.
أقول :
ذهب جمهور العقلاء إلى أنّ النظر الصحيح يفيد العلم (٧) ، ونقل عن
__________________
(١) (النظر) ليس في «س».
(٢) في «ب» «ف» : (قد لا يؤدّيه).
(٣) كتاب المحصّل للرازي : ١٣٨ ، وانظر تلخيص المحصل للخواجة نصير الطوسي : ٦٢.
(٤) قال الرازي في كتاب المحصّل : ١٣٧ ، وقيل : إنّه قد يستلزمه ، وهو الحق عندي.
(٥) في «ف» زيادة : (منه).
(٦) الواو ليست في «أ» «ب» «س» «ف».
(٧) المغني في أبواب التوحيد والعدل (النظر والمعارف) : ٧٧ ، تلخيص المحصل : ٦٢ ، شرح المقاصد للتفتازاني ١ : ٢٣٥.