[ترتيب المقدّمات]
قال :
ولا يكفي حضور (١) المقدّمتين (٢) بلا ترتيب مخصوص وإلّا فالكلّ بديهيّ يجب التصديق به للكلّ.
أقول :
ذهب الأوائل إلى أنّ حضور (٣) المقدّمتين في الذهن غير كاف في حصول المطلوب ، بل لا بدّ مع حضورهما من ترتيب مخصوص (٤) ، وهو حقّ فإنّ المقدّمتين لو كفتا في حصول المطلوب من غير ترتيب لزم أن لا يخلو عاقل من العلوم النظريّة (٥) ؛ والتالي باطل فالمقدّم مثله.
بيان الشرطيّة : أنّ النتائج النظريّة إنّما تستفاد من المقدّمات البديهيّة ، والناس بأسرهم مشتركون فيها فيجب اشتراكهم (٦) في لوازمها. وأيضا فالمقدّمات البديهيّة لمّا لم يخل العقلاء (٧) منها في وقت من الأوقات يلزم (٨) أن تكون لوازمها كذلك ، ولمّا كان الأمر بخلاف ذلك علمنا أنّه لا بدّ من ترتيب معيّن.
__________________
(١) في «د» : (حصول).
(٢) في «ج» «ف» زيادة : (في الذهن).
(٣) في «ب» «د» : (حصول).
(٤) انظر كتاب المحصّل : ١٣٨ ، وتلخيص المحصّل : ٦٣.
(٥) في «ب» : (المعلوم النظري).
(٦) في «ف» : (اشتراكهما).
(٧) في «ب» : (فإنّ المقدّمات البديهيّة لو خلا العقلاء) بدل من : (وأيضا فالمقدّمات البديهيّة لمّا لم يخل العقلاء).
(٨) في «ب» : (لزم).