بالشّام مصاحبا. واقتطع عن صاحب الموصل : حرّان ، ونصيبين ، والخابور (١) ، وعاد إلى سنجار ، فأعاد إلى عمارة أسوارها ، ودخل حلب في رجب (٢).
[أسر جماعة من الفرنج]
وكان ثلاثمائة فارس من الفرنج قد أغاروا ، فصادفهم صاحب البيرة (٣) شهاب الدّين محمد بن إلياس بن إيلغازي بن أرتق وهو يتصيّد ، فقتل وأسر أكثرهم ، وقدم بالأسارى على نور الدّين ، وكان بينهم سبعة عشر فارسا ، فيهم مقدّم الإسبتار الأعور بحصن الأكراد (٤).
وللعماد الكاتب في شهاب الدّين قصيدة مطلعها :
يروق ملوك الأرض صيد القنائص |
|
وصيد شهاب الدّين صيد القوامص |
[بناء مدرسة للشافعية والمالكية بمصر]
وفيها عمل صلاح الدّين بمصر حبس المعونة (٥) مدرسة للشّافعيّة ، وبنى دار الغزل (٦) مدرسة للمالكيّة (٧).
__________________
(١) زاد في سنا البرق الشامي ٩٩ «والمجدل».
(٢) النوادر السلطانية ٤٤ وفيه : «فدخل حلب في شعبان من هذه السنة». ومثله في : الروضتين ج ١ ق ٢ / ٤٨١ ، سنا البرق الشامي ١ / ٩٩.
(٣) البيرة : قلعة في شرقي الفرات بين الرها وعين تاب. (معجم البلدان ١ / ٥٢٦).
(٤) سنا البرق الشامي ١ / ١٠٦ ، مفرّج الكروب ١ / ١٨٨ ، تاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ١٢٣ ، ١٢٤.
(٥) كان بمصر داران للمعونة ، كلّ منهما تعرف باسم حبس المعونة ، إحداهما بالفسطاط ، والأخرى بالقاهرة ، واسمها مأخوذ من ظروف إنشائها إذ أنها بنيت بمعونة المسلمين لينزلها ولاتهم ، ثم جعلت دارا للشرطة ، ثم حوّلت في عهد العزيز بالله الفاطمي إلى سجن عرف باسم حبس المعونة ، ثم حوّلها صلاح الدين إلى مدرسة للشافعية. (انظر : مفرّج الكروب ١ / ١٩٧ بالحاشية ٤).
(٦) في الكامل ١١ / ٣٦٦ ومرآة الزمان ٨ / ٢٨٣ : «دار العدل» ، وهو تحريف ، والمثبت يتفق مع : مفرّج الكروب ١ / ١٩٧ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٤٨٦ ، وسنا البرق الشامي ١ / ١٠٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٠ ، ونهاية الأرب ٢٨ / ٣٦٣.
(٧) كانت دار الغزل قبل ذلك قيسارية يباع فيها الغزل ، وعرفت كذلك باسم المدرسة القمحية لأن القمح كان يوزّع على فقهائها من ضيعة بالفيّوم ، أوقفها صلاح الدين عليها. (انظر : =