الأخرى (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ (٣٠)) [الإنسان] فأخبر أن مشيئتهم وفعلهم موقوفان على مشيئته لهم ، هذا وهذا ، وقال (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ (٢٦)) [آل عمران] وقال (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٥)) [يونس] وقال (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ (٢٤)) [الأحزاب] وقوله (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ (١٠٥)) [البقرة] وقوله (وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ (٢١)) [النور] وقوله (وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ (٢٦١)) [البقرة] وقوله (نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ (٥٦)) [يوسف] وقوله (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ (٧٦)) [يوسف] وقوله (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ (٢١)) [الحديد] (وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (١١)) [إبراهيم] وقوله (فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ (١١٠)) [يوسف] وقوله (فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ (٤٨)) [الروم] وقوله (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ (١٠٠)) [يوسف] وقوله (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ (٢٦٩)) [البقرة] وقوله (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ (٦٦)) [يس] وقوله (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ (٢٠)) [البقرة] وقوله (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ (٣٣)) [الشورى] وقوله (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً (٦٥)) [الواقعة] (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً (٧٠)) [الواقعة] وقوله (فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ (٢٨)) [التوبة] وقوله (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ (١٣٣)) [الأنعام] وقوله (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ (٢٢٠)) [البقرة] وقوله (اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ (١٣)) [الشورى] وقوله عن كليمه موسى (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ (١٥٥)) [الأعراف].
وهذه الآيات ونحوها تتضمن الرد على طائفتي الضّلّال نفاة المشيئة بالكلية ، ونفاة مشيئة أفعال العباد وحركاتهم وهداهم وضلالهم ، وهو سبحانه تارة يخبر أنّ كل ما في الكون بمشيئته ، وتارة أن ما لم يشأ لم يكن ، وتارة أنه لو شاء لكان خلاف الواقع ، وأنه لو شاء لكان خلاف القدر الذي قدره وكتبه ، وأنه لو شاء ما عصي ، وأنه لو شاء لجمع خلقه على الهدى ،