وعن أبي هريرة قال : قلت يا رسول الله إني رجل شاب ، وأنا أخاف على نفسي العنت (١) ولا أجد ما أتزوج به النساء. فسكت عني ، ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ، ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ، ثم قلت مثل ذلك فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : يا أبا هريرة جفّ القلم بما أنت لاق ، فاختص على ذلك أو ذر» رواه البخاري في صحيحه (٢) قال : حدثنا أصبغ ، حدثنا ابن وهب ، عن يونس ، عن الزّهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة.
ورواه ابن وهب في «كتاب القدر» وقال فيه : فائذن لي أن أختصي قال : فسكت عني حتى قلت ذلك ثلاث مرات فقال : جفّ القلم بما أنت لاق.
وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا عبد المؤمن ، هو ابن عبد الله قال : كنا عند الحسن فأتاه يزيد بن أبي مريم السّلولي يتوكأ على عصا فقال : يا أبا سعيد أخبرني عن قول الله عزوجل (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها (٢٢)) [الحديد] فقال الحسن : نعم والله إنّ الله ليقضي القضية في السّماء ثم يضرب لها أجلا أنه كائن في يوم كذا وكذا في ساعة كذا وكذا في الخاصة والعامة حتى إنّ الرجل ليأخذ العصا ما يأخذها إلا بقضاء وقدر. قال : يا أبا سعيد والله لقد أخذتها ، وإني عنها لغنيّ ، ثم لا صبر لي عنها قال الحسن : أولا ترى.
واختلف في الضمير في قوله : من قبل أن نبرأها ، فقيل : هو عائد على الأنفس لقربها منه. وقيل : هو عائد على الأرض وقيل : عائد على المصيبة والتحقيق أن يقال : هو عائد على البرية التي تعمّ هذا كله ، ودلّ عليه السياق وقوله : نبرأها ، فينتظم التقادير الثلاثة انتظاما واحدا والله أعلم.
__________________
(١) العنت : الزنا.
(٢) البخاري (٥٠٧٦).