وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (١٠)) [الليل].
وعن عمران بن حصين قال : قيل يا رسول الله أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ فقال : نعم قيل : ففيم يعمل العاملون؟ قال : كلّ ميسّر لما خلق له متفق عليه : وفي بعض طرق البخاري : كلّ يعمل لما خلق له أو لما يسّر له.
وعن أبي الأسود الدؤلي قال : قال لي عمران بن حصين : أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم؟ فقلت : بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم قال : فقال : أفلا يكون ظلما؟ قال : ففزعت من ذلك فزعا شديدا وقلت : كل شيء خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال : فقال لي : يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك إلا لأحزر عقلك. إن رجلين من مزينة أتيا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالا : يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضى عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم فقال : «بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها» رواه مسلم في صحيحه (١).
وعن شفيّ (٢) الأصبحي عن عبد الله بن عمرو قال : خرج علينا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وفي يده كتابان فقال : أتدرون ما هذان الكتابان قال : قلنا : لا إلّا أن تخبرنا يا رسول الله. قال ، للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين تبارك وتعالى بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم
__________________
(١) مسلم (٢٦٥٠) عن عمران بن حصين.
(٢) تحرف في المطبوع إلى : «شغي».