وحديث عمر لو صحّ لم يكن تفسيرا للآية ، وبيان أن ذلك هو المراد بها فلا يدل الحديث عليه ، ولكن الآية دلت على أنّ هذا الأخذ من بني آدم لا من آدم ، وأنه من ظهورهم لا من ظهره ، وأنهم ذرياتهم أمة بعد أمة ، وأنه إشهاد تقوم به الحجة له سبحانه ، فلا يقول الكافر يوم القيامة : كنت غافلا عن هذا ، ولا يقول الولد : أشرك أبي وتبعته ، فإن ما فطرهم الله عليه من الإقرار بربوبيته ، وأنه ربهم وخالقهم وفاطرهم حجة عليهم ، ثم دلّ حديث عمر وغيره على أمر آخر ، لم تدل عليه الآية ، وهو القدر السابق والميثاق الأول ، وهو سبحانه لا يحتج عليهم بذلك ، وإنما يحتج عليهم برسله ، وهو الذي دلّت عليه الآية ، فتضمنت الآية والأحاديث إثبات القدر والشرع وإقامة الحجة والإيمان بالقدر ، فأخبر النبيّ صلىاللهعليهوسلم لما سئل عنها بما يحتاج العبد إلى معرفته والإقرار به معها ، وبالله التوفيق.